2017-06-17

فن التعامل مع الاخرين


يعتبر التّعامل مع النّاس حقيقةً فنٌ ومهارةٌ توجد لدى البعض بينما يفتقدها البعض الآخر من النّاس ،
 وهذه الفنّ يحتاج النّاس إلى تعلّمه بسبب تغيّر طباعهم واختلافها ، فهناك من النّاس من يكون مزاجه 
عصبيٌّ ومنهم من يكون مزاجه هادئاً ، ومنهم من يكون عاطفيّاً ، ومنهم من يكون عقلانيّاً ،
 فالاختلاف بين النّاس في طبائعهم و خصائصهم هو من سنّة الله في الكون ، قال تعالى ( وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ) ، 
كما بيّن النّبي صلّى الله عليه وسلّم حقيقة الاختلاف بين البشرحيث قال إنّ الأرواح هي جنودٌ مجنّدةٌ ما تعارف
 منها ائتلف و ما تناكر منها اختلف ، فعلم من هذا الحديث أنّ الاختلاف بين النّاس هو أمرٌ طبيعي تبعاً لاختلاف 
طبائعهم وميولهم ، لذلك ترى النّاس يصنعون الصّداقة و الخلّة فيما بينهم بالاعتماد على ما يجمعهم 
من قواسم مشتركةٍ وطبائع متشابهةٍ ، ولكن قد يواجه الإنسان أحياناً كثيرةٍ مواقف يضطر
 فيها للتّعامل مع أناسٍ يختلفون معه في الطّبائع ، والتّعامل مع هؤلاء النّاس يحتاج من الإنسان أن يتسلّح
 بمهاراتٍ سلوكيّةٍ تمكّنه من التّعامل مع أصنافٍ شتى من النّاس ، ولكي يتجنّب أسباب الخلاف والمشاكل معهم ،
 فكثيرٌ من النّاس تكون نيّته صافيةٌ ولكن للأسف لا يحسن التّصرف وبالتّالي يساء فهم تصرفاته ، 
فحسن التّصرف فنٌ وكياسةٌ تضفي على حياة الإنسان مزيداً من السّعادة بسبب تحقيق التّوافق بينه وبين البشر ، 
وإنّ هناك عدداً من القواعد التي تساعد على بناء علاقاتٍ بناءةٍ مع النّاس ، نذكر منها


الوضوح والصّراحة ، فالإنسان حين يكون واضحاً في حياته ، معبّراً عن شخصيّته الحقيقيّة
 في تعامله مع النّاس فإنّه يكون أقدر على اكتساب صداقاتهم ، لأنّ الزّيف والاصطناع والتّجمل 
الكاذب يجعلان ممّن يتحلّى بهما مكروهاً عند النّاس منبوذا .

الصّدق والأمانة ، وإنّ من أهم الصّفات التي تجعل الإنسان قادراً على كسب المزيد من الصّداقات ،
 وأن يكون قادراً على التّعامل مع النّاس على اختلافهم ، هي أن يكون صادقاً أميناً وقد عرف
 النّبي صلّى الله عليه وسلّم بذلك قبل البعثة حتى سمّي بالصّادق الأمين .

حسن الاستماع والإصغاء ، فالإنسان الناجح هو الذي يستمع إلى النّاس حين تتحدّث ويصغي لها ،
 كما يعطي للنّاس الفرصة في التّعبير عن آرائهم مع الصّبر على نقدهم ، وفي الحديث بيان أفضليّة 
المؤمن الذي يخالط النّاس ويصبر على أذاهم على من يعتزل النّاس .